مهارة المطابقة من المهارات البسيطة التي تُدرَّبْ للأطفال سواءً العاديين منهم أو من ذوي الاحتياجات الخاصة قبل البدء بتدريس المهارات الأكاديمية. في المطابقة يقوم الطفل بمطابقة الأدوات المتشابهة مع بعضها البعض مثل مُطابقة الأشكال، الألوان، الصور وغيرها.
قد يُطابق طفل تفاحة حقيقية مع تفاحة حقيقية، أو يُطابق تفاحة حقيقية مع صورة لتفاحة، أو يُطابق صورة تفاحة مع صورة تفاحة، جميعها تندرج تحت مسمّى المطابقة.
الأدوات المُستخدَمَة في التدريب:
قد تُستَخدَم مُجسّمات مشابهة للشيء الحقيقي المُراد تعليم المُطابقة عليه مثل استخدام مجسم تفاحة مصنوع من البلاستيك، أو أدوات الطعام البلاستيكية التي تُستخدَم في اللعب، أو من الممكن استخدام أشياء حقيقية كاستخدام تفاحة حقيقية، أو ملاعق وأدوات طعام حقيقية في التدريب. أو قد نستخدم صورًا لهذه الأشياء مثل استخدامنا لصورة تفاحة مصوّرَة أو مرسومة.
طريقة التدريب:
1- تُوضع الأشياء المطلوب من الطفل مطابقتها أمامه (مثال: تفاحة، برتقالة، موزة).
2- إعطاء المثير اللفظي للطفل مثل قولنا له: "طابق".
3- فورًا يتم تقديم التلقين بناءً على حاجة الطفل (للمزيد عن التلقين) لكي يقوم بالاستجابة الصحيحة ومطابقة الأشياء المُتشابِهَة.
4- يُعزّز الطفل.
5- نكرّر المحاولة مرّات عدة.
6- نُخفِّف التلقين تدريجيًّا.
7- نُعمّم المهارة (وهذا هو ما نسعى إليه من تعليم هذه المهارة). لأنّ الهدف ليس إتقان مهارة المطابقة على طاولة التدريب فقط بل على مدار اليوم وفي أماكن مختلفة ومع أشخاصٍ كُثُر.
تعميم مهارة المطابقة: (بعض الأمثلة المقترحة):
مهارة المطابقة لتطوير مهارات اللعب:
يتم استخدام مهارة المطابقة لدمجها مع مهارات اللعب، مثال: لعبة أرض الحلوى (رابط اللعبة) تحتاج أنْ يُتقِنَ الفرد مهارة مطابقة الألوان، لذلك يتم تدريب الطفل على مطابقة الألوان الموجودة في اللعبة على طاولة التدريب ومن ثم تُستَخدَم هذه المهارة المُتعلَّمَة في لعب اللعبة نفسها وتطوير مهارات اللعب عمومًا. وأيضًا يتم استخدام نفس طريقة التدريب ومن ثم تدريب الطفل على لعبة زينجو ( رابط اللعبة) (للمزيد عن تدريس مهارة اللعب).
اقترحت إليزابيث قاودل استخدام مهارة المُطابَقة في لعبة إيجاد الكنز، وفيها يتم تدريب الطفل على مطابقة صور ما مع ما هو موجود في الصور، ومن ثم نُخفي ونُخبِّئ هذه الأشياء عن أعين الطفل ونُعطيه صورة من الصور التي تعلمها ونطلب منه أنْ يبحث عن الشيء الموجود في الصورة.
مهارة المطابقة لتطوير مهارات الحياة اليومية:
مثل تدريب الطفل على مطابقة أدوات الطعام في وقت التدريب كأن يضع الملاعق مع الملاعق والكاسات مع الكاسات، ومن ثم يُطلب منه ترتيب أدوات الطعام في مكانها المناسب في المطبخ – مع أخذ الحذر من الأدوات الحادة- (وضع الملاعق في الدُّرج مع باقي الملاعق، وضع الكاسات في الدُّرج مع باقي الكاسات وهكذا)، أيضًا من المُمكن تدريبه على مطابقة الملابس ومن ثم يتم استخدام هذه المهارة في ترتيب ملابسه، فيضع البنطال مع البناطيل في مكانها المُناسب في الدولاب، والجوارب مع الجوارب في درجها الخاص وهكذا.
مهارة المطابقة ليست فقط للأطفال بل هي أساس العديد من المهن:
هناك العديد من الوظائف التي تقوم أساسًا على المطابقة كالوظائف التي تتطلّب ترتيب الأدوات ووضعها مع المشابه لها، مثل محلات الملابس، المواد الغذائية، المطاعم، أيضا شركات شحن المنتجات بناءً على طلب العميل ففيها يقوم الموظّف بمُطابَقَة ما طلبه العميل ووضعه في صندوق وتغليفه ليُشحنَ للعميل.
لذلك اقتصار مهارة المطابقة على طاولة التدريب فقط وعدم نقلها إلى مستوى أعلى خارج طاولة التدريب سوف يحدّ من قدرات الطفل وقد لا يستفيد من مهارة المُطابقة لأنّ الغرض من التدريب هو الانتفاع به في الحياة العامّة أمّا بقاؤنا في مرحلة التدريب ثم التدريب ثم التدريب ولا شيء غير التدريب هذا فيه ضرر على الطفل وإضاعة للمجهود والوقت المبذول.
نقاط تؤخذ بعين الاعتبار:
- مهارة المطابقة تُعتَبر من المهارات ذات المفهوم الشامل لذلك يجب عدم قصرها على طاولة التدريب.
- يجب التأكّد من تعميم المهارة بناءً جدول الطفل اليومي وبيئته وهذا يتم من خلال المسح الشامل والتواصل الفعّال مع الأسرة.
- في حالة إتقان الطفل لمهارة المطابقة يجب الانتقال إلى تدريب مهارات أخرى فمثلًا عند إتقان الطفل مهارة المطابقة لعدد مُعيّن من الألوان يتم عمل تقييم لباقي الألوان، فقد يكون الطفل قد تمكّن من مهارة مطابقة الألوان وأصبح قادرًا على تعميم المهارة على بقيّة الألوان. الاستمرار بتدريس نفس المهارة بعد إتقان الطفل لها يؤدي إلى إضاعة الوقت والأوْلَى تدريب الطفل على مهارات لا يُتقِنُها.
- يجب الاهتمام بباقي المهارات خصوصًا تطوير مهارة التواصل لذوي التوحد وعدم التركيز على المطابقة فقط.
- أهداف الخطة الفرديّة تشمل تعميم المهارة في البيئة الطبيعية وعدم تكرار الأهداف المُتقَنَة والمُتَعَلَّمَة.
المراجع:
Gudiel, E. (2021). Teaching Matching Skills. Behavior Frontiers.